الثلاثاء

معهد غوته (Goethe-Institut) بتونس الاخذ بالقشور و رمي اللب جانبا

لا يجرؤ احد على التشكيك في أهمية تلقين اللغات للشباب خاصة اذا كان منهج التعليم يصدر عن مؤسسة عالمية عريقة في التدريس.
لا يخالفني عارف بأحوال التعليم الثانوي في تونس تدني المستوى البيداغوجي للمدرسين عموما و اساتذة الألمانية خصوصا.
لا يخفى على متتبع ازدياد الطلب على تعلم الألمانية نظرا للتحركات المدروسة للدولة الالمانية التى تسعى الى تصدر مكانة مرموقة في المعاملات الاقتصادية مع تونس.
لكن الذي يقصد معهد غوته (Goethe-Institut) بتونس لتسجيل احد ابنائه في دورة تدريبية يصدم بحالة الفوضى  التنظيمية للمعهد.
كيف لا يصاب بالإحباط  و قد كان في ينتظر تنظيما  و استقبالا على المستوى الالماني او ما يتصوره في خلده لترك الحضارة و القوة الاقتصادية و الجدية في العمل.

أسوق على سبيل المثال لا الحصر حوارا حصل هذه الايام (و يحصل كل دورة تقريبا)
-          الاب  : اريد ان ارسم ابني في درس الالمانية
-          الموظف  ( ليس الشاوش بل المسؤول التسجيل) : انتظر اياما ثم اقدم علينا سنعلمك بيوم الترسيم
-          الاب:هل تقصد انك لا تعلم يوم الترسيم ؟ و لم يبق عليه سوى اياما معدودات؟
-          الموظف  : نعم الادارة لم تحدده بعد ربما سيكون بعد ايام قليلة اقدم علينا سنعلمك به او زر موقع الواب
-          الاب: كان هذا نفس جوابك منذ شهرين عجيب الا يمكن تحديد الاوقات استباقيا؟
-          الموظف  : المكان ضيق و الطلب مرتفع الخ الخ
-          سؤال : اتيت عديد المرات الى هنا حتى لا اضطر الى البقاء في تلك الطوابير الطويلة بلا تنظيم محكم  او ان افوت الفرصة على ابنى المتعطش للتعلم
-          الموظف : ( ليس الشاوش): انت لست احسن من غيرك الخ الخ

 لا يشك احد ان اسلوب تلقين الالمانية بمعهد غوته  Goethe-Institut يتبع منهجا عالمي المواصفات ألماني المحتوى .
لكن الغريب ان يستغل فرعه في تونس الطلب المرتفع للدورات ليستعمل نفس اساليب البلدان المتخلفة في الادارة و التنظيم.

كان اصعب امر بالنسبة للأب هو كيفية تفسير الامر لابنه بدون ان يحبط عزيمته او يؤسس في نفسه احتقارا ما لأبناء بلده .
ارجو ان يكون الامر شاذا فلا يقاس عليه خاصة ان الابن تعامل سابقا مع معاهد تعليم الانقليزية مثلا  فعاين ان مستوى التنظيم كان أرفع.

0 commentaires:

إرسال تعليق

Search Engine Submission - AddMe