الأربعاء

بين الحوكمة الرشيدة و الحوكمة العقيمة

تدمى العيون بعد أن جفت من الدموع و هي تتأمل المشهد السياسي التونسي
و اللأزمة المفتعلة الأخيرة حول محافظ البنك المركزي لخير دليل على المستوى الضحل الذي جفف دموع العين بين الضحك و البكاء
يذكرني الحال بمقولة نعوم تشومسكي : " الأزمات المفتعلة تكون من السلطة المستبدة حتي تنسي جموع الشعب المشكلة الأساسية ألا وهي الحرية والديمقراطية وتلهو في المشاكل الفرعية المفتعلة."
و إن دققنا في مقولة صاحب نظرية "صناعة الموافقة "  لوجدنا أن الترويكا عن قصد أو عن غير قصد هي بصدد إتقان صنع هذه  الفخاخ أو الانزلاق نحوها
و ما يسمى بالمعارضة أو بالمعارضات تسقط في هذه الفخاخ الواحد تلو الأخر
فخلاصة الموقف أن 271 نائبا يضيعون الوقت في تغريد كلمة "لا" للشق الأخر بما أوتوا من الحان و ما جادت به قرائحهم من تفسيرات
و أجزم واثقا أن اغلبهم لا دراية له بصلاحيات محافظ البنك المركزي أو عملية إنشاء العملة أو دور البنوك التجارية فيها
فأقطاب المعارضة عارضوا ترشيح الشاذلي ألعياري متعللين بأنه كان في علاقة ما مع النظام السابق و دافعوا عن المحافظ المقال بكل شراسة لا تتناسب مع الموقف متناسين أن هذا الأخير كان من وزراء بن علي و تقلد عديد الوزارات في عهده
وأقطاب المعارضة عارضوا إقالة المحافظ متعللين بأنه كفاءة علمية مشهود لها من الغرب و عندما عارضوا ترشيح الشاذلي تناسوا بأنه كفاءة علمية مشهودا لها من الغرب و من التونسيين أنفسهم
فعوض أن تقوم الترويكا بتحديد جدول نهائي لكتابة الدستور و وضع حد لمهازل المجلس الحالي تبقى مصدومة بما تلقاه من ردود أفعال لتصرفاتها فاقدة القدرة على المناورة البناءة
فالترويكا بتخبطها تزيد المشهد ضبابية و لا تجد قناة اتصال او خطاب بيداغوجى تستبق من خلاله ردود الأفعال و الأفعال
و المشاهد للوضع العام يتساءل هل أن ثورة قد مرت من هنا أم أنها مجرد إشاعة !؟ 

الجمعة

تونس : المجلس الوطني التأسيسي يفرج أخيرا عن تقارير اللجان التأسيسية

Search Engine Submission - AddMe